منتديات عمان النقاء
السلام عليكم...
تم الانتقال الى المنتدى الجديد على الرابط التالي
http://www.oma3n.co.cc/vb/
تمنياتنا لكم بقضاء وقت ممتع

ادارة المنتدى...

منتديات عمان النقاء
السلام عليكم...
تم الانتقال الى المنتدى الجديد على الرابط التالي
http://www.oma3n.co.cc/vb/
تمنياتنا لكم بقضاء وقت ممتع

ادارة المنتدى...

منتديات عمان النقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بالحب يستمر العطاء ..... وبالصدق يستمر النقاء تم الانتقال الى الرابط الجديد oma3n.co.cc
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز الرفع

 

 محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المطالع

محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي Stars5
المطالع


الجنسية : عماني
الجـنـس : ذكر
المـزاج : محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي 5510
عدد المشاركات : 40
النقاط : 236
تاريخ الميلاد : 31/12/1985
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
العمر : 38
<b>العمل</b> العمل : طالب علم

محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي Empty
مُساهمةموضوع: محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي   محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي Emptyالسبت ديسمبر 19, 2009 3:31 am

محاضرة لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام لسلطنة عمان

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,
معالي الأخ العزيز محمد بن علي القتبي وزير الكهرباء والمياه راعي هذه الندوة الطيبة المباركة,
سعادة الأخ العزيز الاستاذ سالم بن محمد الغيلاني رئيس الأدبي, أصحاب الفضيلة والسعادة.
أيها ألأخوة الحضور جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنه ليسعدني أن أكون بينكم في هذه الليلة المباركة الطيبة الميمونة في هذا المكان الذي ينطلق منه صوت الأدب؛ وكم كنت أتمنى أن أكون قاعدا مقعد المستمع لا ستفيد ممن يدلون بدلوهم هنا من العلماء المحاضرين في المجالات الأدبية والفكرية والتاريخية ولكن دعيت لأن أكون متحدثا وليتني اعددت لهذا الحديث عدته؛ فإن الحديث في مثل هذا الموضوع الشائك هو بحاجة إلى استعداد ذلك لأن الحقائق التاريخية لا تخطلط بالخيال وإنما يجب على الباحث فيها أن يغوص في أعماق التاريخ لأجل استخراج دورها من أصدافها.
وكم كنت أود أن تتاح لي الفرصة لارجع إلى مظان هذا البحث وأن كانت شحيحة إذا نظرنا إلى ما نتطلع إليه من قدرات لما قدمه سلفنا في العصور الغابرة السحيقة من جوانب فكرية عندما انتقلوا من وطنهم الأم إلى تلكم الديار التي اتخذوها وطنا لهم, ولكن الفرصة لم تتح لي, فما أذكره لكم إنما هو بقدر ما يسمح للخاطر في هذه الوقفة العابرة.
لا ريب أن صلات العمانيين بشرق افريقيا صلات ضاربة بجدورها في عمق التاريخ والذي دفعهم إلى أن يخوضوا تلك الغمار حتى يصلوا إلى تلمك الأماكن التي كانت في ذلك الوقت تعد بعيدة جدا عن الجزيرة العربية هو ولعهم بالبحار وخبرتهم بالملاحة البحرية فإن العمانيين قطعوا من أجل هذا المسافات فكانت سفنهم تمخر هذا العباب عباب المحبط الهندي حتى وصلت إلى قرب المحيط الهادي من جانب الشرق كما وصلت ايضا من جهة الجنوب الغربي إلى اقصى نقطة في شرق افريقيا.
ولا استطيع أن احدد الزمن الذي بدأن فيه هذه الصلات, وإنما استنتج بأ، الزمن زمن سحيق وأن البداية كانت منذ امد بعيد ذلك لانني اذكر انني اطلعت في مجلة( هنا لندن) التي صدرت في شهر يوليو في عام 1976على مقال أعيد نشره من جديد وقد نشر من قبل في نفس المجلة عندما كانت تسمى بالمستمع العربي في شهر يوليو عام 1942م هذا المقال فيه عرض لكتاب ألف حسبما قيل باللغة العربية ومؤلفه تاجر يوناني كان يقيم في الاسنكدرية, وقد وصل إلى الجزيرة العربية, ووصل إلى المنطقة الجنوبية لسلطنة عمان أي إلى ظفار, حيث اطلع هناك على كيفية استخراج اللبان من الأشجار ووصل في رحلته إلى شرق افريقيا ووصل إلى جزيرة زنجبار نفسها فيما قيل وذكر لعرب جنوبي شبه الجزيرة العربية.
ولا ريب أن هؤلاء العرب هم عرب عمان وعرب اليمن والكتاب الف في القرن الأول للميلاد فمعنى ذلك أن هذه العلاقة تمتد إلى ما قبل ألفي عام أو ما يزيد عن ذلك, وعندما جاء الاسلام الحنيف فأن هذه الصلات لم تنقطع بل زادت قوة ورسوخا.
والذي سجله التاريخ أن أول هجرة من هجرات العمانيين إلى أفريقيا الشرقية بعدما اكرم الله- تبارك وتعالى- البشر بالإسلام وغمر هذه البلاد نوره, هي هجرة سليمان وجيفر حفيدي الجلندى بن المستكبر بعدما دارت الحروب الطاحنة ما بينهما وبين الحجاج بن يوسف, وهجرتهما إلى شرق افريقيا دون سائر بلدان العالم تدل دلالة واضحة على أن العلاقات بين العمانيين وبين افريقيا الشرقية علاقات قديمة وأن للعمانيين وجودا هناك والا فما الذي كان يدعوهما إلى ترك أرض فارس وأرض الهند وأرض الصين وغيرها من بلاد العالم والذهاب إلى شرق افريقيا لولا أن العمانيين وجودا هنالك؟
وقد اكتشف في الأيام الاخيرة أن اقدم مسجد بشرق افريقيا كان من بناء هذين الرجلين العمانيين العربيين المسلمين, وهو مسجد بنياه (بمبأ) التي سماها العرب بالجزيرة الخضراء, وكان انتقالهما من عمان إلى هناك في العالم الرابع والسبعين من القرن الاول الهجري, فمعنى هذا أن ذلك المسجد- كما يقول مكتشفوه- بني في القرن الأول الهجري, في الربع الاخير من القرن الأول الهجري.
وظلت العلاقات ما بين العمانيين وما بين المناطق الأفريقية الشرقية علاقات متصلة قائمة طيلة تلك القرون الماضية, ومن خلال وجود العمانيين هناك- مع كونهم أصحاب فكر وأصحاب مدرسة- لا بد من أن يكون لهم أنتاج فكري في المجالين العلمي والأدبي, ولكن الظروف الزمانية التي أتت على الكثير من الثراث العماني هنا في عقر داره هي بطبيعة الحال التي أتت على ذلك الثراث هناك ونتيجة لتلك العوامل فأننا لم نطلع إلا على النزر اليسير من ذاك الكم الثراثي الهائل مما يدلنا على أن العلماء العمانيين الذين ذهبوا إلى هناك كانوا ينشرون فكرهم ويقومون بدورهم في نشر الدعوة الإسلامية في اواسط الأفارقة هناك.
ومن الدلائل التي تدل على أن للعمانيين صلات علمية وفكرية بشرق أفريقيا وجود المدرسة الأباضية بشرق أفريقيا في تلكم القرون الغابرة السحيقة, فقد كانت مدينة (كلوه) حاضرة لهم وكان هنالك الكثير من علمائهم وأولئك العلماء كانوا على صلة بأخوانهم علماء عمان.
ومما يستفاد مما اطلعنا عليه أن أحد العلماء الذين كانوا ينتمون إلى هذا المذهب وكانوا يقيمون في مدينة (كلبوه) عالم نيسابوري, مشهور (بابي الوليد سليمان الدياري) هذا الرجل كانت له مدرسة هناك, وعندما مات وترك أولادا كان من مشهور أولاده ولدان هم (يارك والوليد) الذي سمى به, وبما أن يارك كان مقدما على أخيه في رجاحة عقله وغزارة علمه وسعة اطلاعه, فقد كان وصي والده وكان وريثه في مدرسته تلك, وقد كان ذلك سببا في حقد أخيه عليه ومنافسته له. فاستصرخ أخوه ببعض علماء عمان فأرسلوا إليه وفدا للنظر في الأحوال هناك والسعي إلى رأب الصدع وجمع الكلمة.
وكتبت رسائل في ذلك من بينها رسالة كتبها العلامة القلهاتي صاحب كتاب الكشف والبيان, وهذا يعني أن للعمانيين دورا فكريا هناك, هلى أن هذا الدور الفكري ما كان أيضا مقطوعا عن الدور السياسي, ولا أدل على ذلك من قيام دولة لبني نبهان في القرن السابع الهجري هناك في شرق أفريقيا في أرض (بته) واستمر وجودهم زمنا طويلا, على أن بعض المؤرخين يذكرون أن البرتغاليين عندما جاءوا إلى شرق أفريقيا مستعمرين وجدوا تأثيرا كبيرا للعمانيين هناك, ووجدوا مدنا على ساحل أفريقيا تضاهي مدن اوربا في ذلك الوقت في حسن عمرانها وفي حسن نظامها, وقد بهرهم هذا الذي لقوه بعدما كانوا يتخيلون أنهم سيجدون الأفرقة هناك اشبه ما يكونون بالسباع في الغابات.
وقد حاول البرتغاليون بكل جهد, وبكل همة أن يمسحوا هوية تلك الشعوب هناك ولكنهم لم يفلحوا رغم استمرار استعمارهم لها زمنا طويلا حتى أنهم عمدوا إلى أمير كان بمدينة (مالندى) فأغتالوه واخذوا ولده الذي كان يسمى (يوسف) وكان طفلا صغيرا لم يتجاوز السابعة من عمره فأخذوه إلى مدينة (جوه) بأرض الهند وعمدوه هناك ونصروه على الملة الكاثوليكية وسموه (فرناندو) حتى يجهل هويته بل يجهل اسمه القديم, ورجع بعد ذلك إلى (مالندى) وكانوا يظنون أنه على ملتهم وأنه يحمل نفس الفكر الذي يحملونه بعدما غسلوا دماغه- فيما يرون- فأمروه ليكون لهم وسيلة لتغيير هوية الشعب هناك وتحويله عن الإسلام إلى النصرانية ولكنهم فوجئوا بأن الأمر كان خلاف ما يظنون فإذا بهذا الشاب ينتصر لابيه وينتصر لابناء ملته فيقتل القساوسة فجأة, ثم بعد ذلك يشن حربا عصابية ضد الاستعمار البرتغالي. وكان يمخر البحر ويأتيهم ليحرق سفنهم تارة وليغزوهم في أماكنهم تارة أخرى بكل ما يستطيع من قوة وبمن كان معه من الجنود حتى استشهد في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن العقيدة السمحاء, وظل الأفارقة يرددون أناشيد تعكس بطولات هذا الشاب الذي ضحى بنفسه في سبيل دين الله تعالى.
ثم بعد ذلك استصرخ المسلمون الذين هم بافريقية الشرقية بأخوانهم العمانيين بعدما طارد العمانيون الدولة البرتغالية وطهروا شواطيء الخليج من رجسهم ومن أثر استعمارهم وتتبعوا خروجهم في سواحل الهند وفي سواحل أرض فارس المطلة على الخليج وهذا الاستصراخ الذي لم يكن إلا بالعمانيين ليدل دلالة واضحة على مكانة الصلات, وإلا فقد كان أيضا للمسلمين هنالك دولة وهي الدولة العثمانية الناشئة آنذاك, فلماذا اثير الاستصراخ بالعمانيين دون غيرهم لولا متانة الصلات التي تربطهم بهم. وعلى أي حال فإن هذه الفترة- كما قلت- لا بد أن تكون مصحوبة بنشر العلم ونشر الأدب, ولكن تلكم الفتن التي تعاقبت على محيط الساحل الأفريقي هي التي أتت على ذلكم التراث وجاء دور اليعاربة الذين قاوموا الاستعمار البرتغالي واستخلصوا منهم القلعة التي كان يسمونها قلعة (يسوع) وتتبعوا خروجهم من السواحل العمانية.
وكان الرجل الذي اعطى أفريقيا الشرقية عنايتة البالغة هو السلطان سعيد بن سلطان الذي أسس امبراطورية هنالك, وكان نفوذه يمتد من (دلجادو) في الجنوب إلى (مقديشو) في الشمال حوالي ألف ميل, ولم يكن هذا النفوذ في الساحل الأفريقي فحسب بل كان يمتد في اعماق أفريقيا إلى البحيرات, ويدل على ذلك المثل الأفريقي الذي ترجمه أحد العرب إلى بيت شعري عربي والبيت يقول:
أن تعالى زامر بزنجبار

رقص الناس في البحيرات رقصا


هذا المثل قد يكون غير مستساغ في بيئتنا العربية الدينية الإسلامية من حيث أنه يربط المدن بالمزمار مثلا ولكن علينا أن نعلم البيئة التي قيل فيها هذا المثل, فإنه مثل شعبي أفريقي, ومن عادة الأفارقة الارتباط بالناي والارتباط بالطبل فامثلتهم تنبع من بيئتهم كما أ، البدوي أيضا أن مثل فإن لسان ينبع من بيئته كما كان من الشاعر العربي البدوي علي بن الجهم الذي مدح الخليفة العباسي, فقال له:
أنت كالكلب في حفاظك العهد

وكالتيس في قراع الخطوب


أنت كالدلو- لا عتدمتك- دلوا

من كبار الدلاء عظيم الذنوب


وعندما انكر على هذا الشاعر أن يمدح الخليفة بمثل هذا المدح فيشبهه تارة بالكلب وتارة بالتيس وثالثة بالدلو, رد عليهم الخليفة نفسه بأن تشبيهه إنما هو نابع من بيئته, فلو تركناه هنا وظل فترة لقال قولا غير هذا القول وفعلا أقرب للخليفة لمدة عام هناك فما كان منه إلا أن افتتح قصيدة قالها بمطلعها المشهور وهو قوله.
عيون المها بين الرصافة والجسر

جلبن الهوى من حيث ادري ولا أدري
فهذا التحول إنما هو نتيجة تحول البيئة وكذلك البيت الشعري المترجم عن المثل الأفريقي إنما يعكس البيئة الأفريقية هناك في شرق أفريقيا, وعلى أي حال فإن ذلك المثل يدل على تغلب نفوذ السلطان سعيد بن سلطان في قلب أفريقيا حتى وصل إلى البحيرات, وقد قام بأمر يعد منعطفا تاريخيا خطيرا وذلك أنه حول بلاطه من مسقط عاصمة عمان إلى زنجبار لتكون زنجبار في ذلك الوقت عاصمة للسلطنة من حيث أنه كان يقيم أكثر ما يقيم هنالك في زنجبار ولا بد أن يصحب مع هذا الأنتقال أيضا لطائفة من العلماء.
وفعلا فقد تردد على شرقي أفريقيا طائفة من العلماء الذين كانوا هنا بعمان من بينهم العلامة المشهور الشيخ ناصر بن أبي نبهان الذي انتقل بصحبة السلطان سعيد بن سلطان إلى شرق أفريقيا وظل هناك فترة طويلة كان في اثنائها يأتي إلى عمان ولكنه لم ينقطع عن زنجبار حتى توفي هناك ولا يزال قبره معروفا إلى اليوم هنالك, وقد كانت وفاته في اليوم الثالث والعشرين من جمادى الأولى عام ألف ومائتين وثلاثة وستين للهجرة (1263هـ) أي قبل وفاة السلطان سعيد بن سلطان بعشر سنوات, كما أن العلامة الشهير الشيخ سلطان ابن محمد البطاشي كانت له أيضا زيارات إلى شرق أفريقيا في ذلك الوقت بمعية السلطان سعيد بن سلطان.
والشيخ ناصر بن أبي نبهان من العلماء الذين عنوا يالتأليف في مجالات متعددة فقد عني بالتأليف في التوحيد وعني بالتأليف في الفقه وعني بالتأليف في الطب والفلك وعني بمجالات متعددة, وكان من أشهر مؤلفاته كتاب ألفه في ستة مجلدات جوابا على سؤال طويل يتعلق بقضايا العقيدة وقد سماه (الحق اليقين) وقد اطلعت على الجزء الأول منه وهو مجلد كبير يتناول جوانب متعددة من قضايا العقيدة وكان كتابه هذا لا ينغلق على فكرة معينة بل يناقش أقوال العلماء على اختلاف اتجاهاتهم الفكرية فقد استعرض فيه كثيرا مما جاء في العقيدة النسفية التي تمثل العقيدة الاشعرية وما في شروح كلامه ثم يتتبع ما قيل في حواشي ذلك الشرح ثم يناقش هذا الكلام على ضوء الادلة من القرآن الكريم ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولهذا الشيخ مؤلفات متعددة من جملة هذه المؤلفات كتاب (لطائف المنن في أحكام السنن) وهو كتاب حاول فيه أن يبوب ( الجامع الصغير للإمام جلال الدين السوطي) تبويبا يختلف عن تبويب مصنفه لأن مصنفه بوبه على الحروف الهجائية, بينما الشيخ ناصر بن أبي نبهان أخذ يبوب الكتاب على الأبواب الفقهية, فجمع الأحاديث النبوية التي تتعلق بأي باب من أبواب الفقه في موضعه الخاص في موضع ذلك الباب, وهكذا أخذ يشرح هذه الأحاديث شرحا غير مخل وغير ممل أي شرحا متوسطا بين التطويل والاختصار؛ ومما يدل على أن هذا الشرح ربما كان في زنجبار وربما كان أثناء عودته من زنجبار إلى عمان في بعض الفترات أو بعض الأوقات, أنه اشار هناك عندما ذكر الأحاديث التي تتعلق بالسواك والترغيب فيه أن أهل زنجبار يحرصون كل الحرص على السواك وقد امتدحهم بذلك واثنى عليهم لتطبيق هذه السنة النبوية ولكنه بجانب ذلك لاحظ على كثير منهم أنهم يستعملون ما يسمى عندهم بالتبغ وهو نبات يمضغ ومضغه يؤثر على الاضراس ويبدل لونها الأبيض إلى السواد فتمنى بجانب محافظتهم على السواك أن لا يكون هذه العادة موجودة فيهم وهذه العادة كانت مألوفة من قبل هناك وقد عهدناها في بعض الناس الذين تقدم بهم العمر قبل عقود من السنين.
وألف الشيخ ناصر بن أبي نبهان كتابا طبيا شعبيا ذكر فيه العلاج بأنواع النباتات الموجودة هناك في شرق أفريقيا سمي هذا الكتاب (السر الجلي اسرار النبات السواحلي) وفي هذا الكتاب قدم مقدمة شارحا فيها ذكر مصطلحات اللغة السواحلية وما فيها من تفخيم المسمى وتصغيره مصطلحات التفخيم ومصطلحات التصغير ومصطلحات الجمع لان في هذه اللغة مصطلحات للتفخيم كما أن في اللغة العربية التصغير فهناك اللفظ قد يفخم وقد يؤتي به عاديا وقد يؤتى به مصغرا وذكر هذه المصطلحات وأورد اسماء الاشجار باللغة السواحلية المستعملة هناك, اللهم إلا ما كان من الأشجار موجودا في البلاد العربية فأنه يترجم بعد ما يذكر الأسم السواحلي الأشجار إلى الأسم العربي المعروف.
وفي عهد السلطان سعيد بن سلطان تولى رئاسة القضاء في زنجبار الشيخ العلامة محمد ابن علي المنذري وظل رئيسا للقضاء إلى وفاته في عهد السلطان ماجد بن سعيد بن سلطان وكانت وفاته في اليوم الثالث عشر من جمادى الثانية من عام ألف ومائتين وستة وثمانين للهجرة (1286هـ), ولهذا الشيخ مؤلفات متعددة فقد ذكر بعض المترجمين له أنه ألف كتابا في العقيدة سماه( الخلاصة الدامغة ) وقد اطلعت على جواب له طويل وجه إليه من قبل الشيخ علي بن عبدالله المزروعي, وهو من المزاريع العمانيين الذين أقاموا في شرق أفريقيا وقد كان الشيخ المزروعي شافعي المذهب اشعري العقيدة فوجه إليه سؤالا فيه مناقشة في موضوع رؤية- الله تعالى, واجاب الشيخ المنذري على هذا السؤال جوابا مطولا أودعه كثيرا مما اطلع عليه من أقوال العلماء المفكرين في شتى المذاهب الفكرية الإسلامية ويدل جوابه هذا على أنه كان أيضا مطلعا على كثير من دقائق على التشريح التي امكن الوصول إليها في ذلك الوقت فقد رسم هناك, كيف ينطلق الشعاع من العين إلى الشيء المبصر ومد خطا ووضع اضلاع مما يدل على أنه كان على اطلاع في هذه العلوم, ويقال أيضا بأن لهذا الشيخ كتابا في اللغة العربية ولعله في النحو أو أنه يجمع ما بين النحو والتصريف.
هذا وللشيخ المزروعي الذي ذكرته أيضا كتاب آخر في العقيدة حاول أن يجاري فيه الشيخ المنذري سماه ( الدروع السابغة) ولعله ناقش فيه بعض ما ذكره الشيخ المنذري في كتاب( الخلاص الدامغة).
وابن الشيخ المنذري المذكور تولى القضاء أيضا في زنجبار فترة من الزمن إلى أن توفي في عهد السلطان خليفة بن حارب الذي امتدت سلطنته نحو نصف قرن من الزمن هناك, وقد كانت وفاة الشيخ علي بن محمد المنذري في عام ألف وثلاثمائة وثلاثة وأربعين للهجرة 1343هـ, وقد ألف مؤلفات متعددة منها كتاب مختصر في التوحيد يسمى (نور التوحيد) ومنها كتاب (الصراط المستقيم) وهو أيضا في التوحيد وهو رسالة مختصرة ومنها كتاب رد فيه على مؤلف كندي نصراني ألف كتابا في عهد المأمون رادا على صديق له هاشمي مسلم كان في بلاط المأمون وقد دعاه الهاشمي إلى أن يدخل في دين- الله تعالى- فأنكر ذلك الرجل هذه الدعوة وحاول أن يطمس بعض الحقائق في رسالة وجهها إلى ذلك الصديق الذي ابتدأه بالدعوة فاطلع عليها الشيخ المنذري وقد كتب كتابا في الرد على ما كتبه النصراني بعنوان (الرد على النصراني الكندي) في نحو مائتين وستة وثمانين صفحة والكتاب لا يزال موجودا مخطوطا بوزارة التراث القومي والثقافة, وفي هذا الكتاب مناقشة دقيقة للعقيدة النصرانية من خلال الرجوع إلى العهدين العهد القديم والعهد الحديث, مما يدل على أن الشيخ كان على اطلاع على هذين الكتابين وكان على معرفة بالأنجيل واختلافها وتفاوت عباراتها في عرض كثير من الحقائق.
وللشيخ المذكور أيضا شرح على كتاب (مختصر الخصال) وكتاب مختصر الخصال هو للإمام الفقيه العلامة إبراهيم بن قيس الهمداني الحضرمي, الذي هو من اباضية حضرموت وكان في القرن الخامس الهجري وكان على صلة بعلماء عمان وائمتها في ذلك الوقت, وقد رأيت مسودة هذا الشرح أي شرح الشيخ المنذري على هذا الكتاب قبل نحو ثلاثين عاما منذ الآن والكتاب- كما هو- معروف لأنه كتاب متداول مشهور وقد طبعته وزارة التراث القومي والثقافة اخيرا وهو كتاب يشتمل على أبواب في الفقه بعضها في الاديان والعبادات وبعضها في المعاملات وبعضها أيضا في الاخلاق.
وقد اختصر الشيخ المنذري- فيما اخبرت- كتاب (الاستقامة) للإمام المشهور أبي سعيد الكدمي إلا أنني لم اطلع على هذا المختصر وله مؤلفات أخرى, ولعمه الشيخ عبدالله بن علي المنذري أيضا مؤلفات ولكنني لم اطلع على شيء منها وإنما سمعت عنها.
هذا ولنرجع قليلا إلى الخلف بعد ما انتهى عهد السلطان سعيد بن سلطان وجاء دور ابنه السيد ماجد ابن سعيد فقد ظلت العلاقة مستمرة ما بين عمان وما بين زنجبار بشرق أفريقيا في ظل حكم السلاطين البوسعيد الموجودين هنا وهناك, ثم جاء بعد ذلك عهد السيد برغش بن سعيد حرص على أن يدخل بالبلاد أي شرق أفريقيا طورا جديدا فأنشأ المباني العمرانية المتطورة ومد انابيب المياه إلى المدينة من مكان بعيد نوعا ما, وحاول أيضا أن يطور الثقافة والوعي هناك, وأتى باول مطبعة تطبع الكتب العربية هناك هذه المطبعة, ابتدأت الطباعة فيها في عام ألف ومائتين وسبعة وتسعين (1297هـ), وابتدأ أول ما ابتدأ بطباعة قاموس الشريعة الذي يقع في تسعين مجلدا وقد طبع منه السلطان برغش سبعة عشر (17) مجلدا ثم طبعت كتب أخرى واستمر السلاطين هناك يطبعون على تلك المطبعة مجموعة من الكتب العمانية وغيرها إلى عهد السلطان حمود بن محمد بن سعيد ابن سلطان, وفي عهد السلطان برغش انتقل كثير من علماء عمان وأدابائها من عمان إلى شرق أفريقيا لاسباب بعضها يعود إلى ما كان في عمان آنذاك من فتن قبلية وتقاتل ما بين العمانيين أنفسهم في ظل العصبيات القبيلة البغيضة وبالتأكيد فإن مشايخ العلم, ما كانوا يرتاحون إلى ذلك الوضع وما كانوا يتلاءمون وينسجمون مع أفكار زعماء القبائل الذين كان معظمهم اجهل من عشائرهم ولذلك كانوا يقودون عشائرهم إلى هذه الحرب الطاحنة؛ ومن هذه الأسباب ضيق المعيشة في عمان آنذاك واتساعها هناك في شرق أفريقيا فقد كانوا يعيشون هناك عيشة رغدة.
ومن تلكم الأسباب تشجيع السلطان برغش بن سعيد لأهل العلم, فلذلك حاول كثير من العلماء الهجرة من هنا إلى هناك, فكانت هجرة الشيخ يحي بن خلفان بن أبي نبهان الخروصي الذي تولى رئاسة القضاء هناك وكانت هجرة الشيخ سالم بن عديم البهلاني الرواحي الذي اصطحب معه أبنه وهو صغير هو العلامة المشهور الشاعر الكبير أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم البهلاني الرواحي, فقد ذهب الشيخ سالم بن عديم من سلطنة عمان إلى سلطنة زنجبار في عام ألف ومائتين وخمسة وتسعين للهجرة (1295هـ), وكان معه ابنه أبو مسلم وكان أبو مسلم آنذاك حسب ما قيل لي لا يتجاوز السبعة عشر عاما, فظل الأب والأبن هناك وتولى الأب القضاء أيضا عند السلطان برغش بن سعيد وظل أبنه يتعلم ويتولى بعض المناصب الدينية في عهد ذلك السلطان وبعد خمس سنوات رجع الأبن إلى عمان ثم بعد ما قضى خمس سنوات أخرى هنا في عمان عاد أدراجه إلى شرق أفريقيا ليلقي بها عصى الترحال, وظل هناك إلى أن توفي في عام ألف وثلاثمائة وتسعة وثلاثين (1339هـ) ولم اطلع على شيء من المؤلفات للشيخ سالم بن عديم مع أنه كان مشهورا أنه من كبار العلماء في ذلك الوقت ولربما كانت له اجوبة ولربما كانت له مؤلفات وقد تلاشت. أما أبنه أبو مسلم فقد عني بالتأليف كما عني بقرض الشعر وعني بالصحافة في نفس الوقت وترك مؤلفات جمة من بينها كتاب (نثار الجوهر) وهو اشهر مؤلفاته وهو كتاب ينبئ عن غزارة علم مؤلفة فإنه يربط فيه بين الفقه والحديث وفي نفس الوقت يصل الفروع فيه بالأصول وهو يبحث المسألة بحثا أصوليا بحيث يؤصل كل مسألة ويؤصل ما جاء بها من خلاف فيتناول أقوال العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية وكأنما الكتاب أراده مؤلفه أن يكون موسوعة فقهية اسلامية شاملة لجميع المذاهب الإسلامية.
والكتاب يدل على عمق اطلاع مؤلفه فإنه اطلع على مؤلفات الأئمة الأوائل وكان ينقل من هذه المؤلفات نفسها فضلا عن نقله عما استجد من بعض مؤلفات اصحاب تلكم المذاهب فكان ينقل عن الإمام الشافعي في كتابه (الأم) وكان ينقل عن الإمام مالك في كتابه (المدونة) وعن الموطأ, وينقل أيضا عن أئمة الحنفية من كتبهم المشهورة (الهداية وشروحها) والمبسوط للإمام السرخسى.
وبالجملة فإن الكتاب يدل على سعة علم مؤلفه كما يدل أيضا على اطلاعه على كتب الحديث مع قلة المراجع الحديثية في ذلك الوقت لان المطابع ما كانت قد نشرتها الآن ولكن وقف له الأجل بالمرصاد فلم تتحقق امنيته في انجاز هذا الكتاب المبارك بل وصل فيه إلى كتاب (الجنائز) واشتمل الكتاب على مقدمة في التوحيد ثم على كتاب (الطهارات) وكتاب (الصلاة) ثم على كتاب (الصوم) ويقع هذا الكتاب في ثلاثة مجلدات تم المجلدان الأول والثاني ونهاية المجلد الثاني بنهاية أبواب الصلاة, أما المجلد الثالث فهو في الصوم, ونثر في هذا الكتاب كتاب (جوهر النظام) للإمام العلامة المحقق نور الدين السالمي- رحمه الله تعالى-.
ومن تأمل هذا الكتاب وجد- كما يقول بنفسه- شرحا من جوهر ولأصله الذي هو أرجوزة العلامة الصائغي في الفقه وبما أن صاحب الجوهر قدم كتاب الصوم على كتاب الجنائز فإن مؤلف النثار ايضا سار هذا السير فلذلك كان انتهاء كتابه بكتاب الجنائز ولم يأت إلا بعض احكامها وقيل لي بأنه كان يتحرى بأن يكون في اثنين وعشرين مجلدا مع أن مجلداته ضخمة جدا كما هو واضح بعد ما صور هذا الكتاب وتداولته الايدي وتناقله الناس من مكان إلى مكان.
ولهذا الشيخ من مؤلفات كتاب ( العقيدة الوهبية) وهو كتاب جم الفائدة إلا أنه لم يوجد بكامله وقد برز في هذا الكتاب في البحوث الكلامية وخصوصا في مسألة الأسماء والمسميات هل الاسم هو عين المسمى أم أن الاسم هو غير المسمى كما أن له كتبا في نشأة الرسول] صلى الله عليه وسلم [ وهو كتاب ( النشأة المحمدية) ومنها كتاب ( النور المحمدي) وله أيضا كتاب في اسماء الله يسمى ( أرواح الاسرار وألواح الأنوار) وجمع أفكاره الشعرية في كتاب سماه كتاب ( النفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلاني) أتى فيه بثمانية أذكار، الذكر الأول منها الوادي المقدس الذي هو عبارة عن قصيدة بجميع اسمائه الحسنى وتوسل إليه- سبحانه وتعالى- فيها ومن بين الأذكار ( المعرج الاسنى في أسماء الله الحسنى) ومن بين هذه الأذكار أيضا ( درك المنى في تخميس سموط الثنا) وقد خمس في هذا الذكر قصيدة للإمام المحقق العلامة الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي وكان الشيخ يبتهل بها إلى ربه سبحانه وتعالى، ويتضرع إليه بأن يبعث المسلمين وأن يجمع كلمتهم وأن يرأب صدعهم وقد حرص العلامة أبو مسلم أن يكون تخميسه لهذه القصيدة منسجما تمام الإنسجام مع الأصل لفظا ومعنى، كما يدل على ذلك مطلع هذا التخميس فإن القصيدة مطلعها:
سموط ثناء في سموط فريد

بكل لسان قد بثثن وجيد


وإذ بالمخمس يقول:
اوجه باسم الله وجه شهودي


لعز جلال الله رب وجودي


تسابيح اخلاصي له وصمودي


سموط ثناء في سموط فريد

بكل لسان قد بثثن وجيد


وحب له في لب قلبي وقشره


وخوف يوازيه رجاء لبره


وشكر ومن لى أن اقوم بشكره


وحمد تغص الكائنات بنشره

إذا نشرت منه اجل برود


وشوق يذيب النفس لا عج حره


ووقفة مضطر اسير بفقره


واخلاص ستر نوره حشو ستره


وذكر له تحيا النفوس بذكره

ويبعث قبل البعث من هو مودى


صرفت مرادي فيه طوعا الصرفه


حقيقة ذكرى انني عين ظرفه


حباني به طيبا عرفت بعرفه


تعطرت الآفاق من طيب عرفه

فما مسك دارين يشاب بعود



وعندما جاء إلى الموضوع الاساسي للقصيدة وهو ابتهاله إلى الله بأن يغيث المسلمين ويقهر اعداء الدين- أن يقطع دابر المللحدين قال:
الهي عدو الله يشفى غليله


سبيلك يدينها ويعلي سبيله


يغالب أمر الله حتى يحيله


فيا غارة الله اغضبي وخيوله

اركبي ومواضيه انعمى بورود


ودائرة السوء استمري بدورة


عليه ومقت الله خذه بسورة


ويابطشة الله اسحقيه بثورة


ومني على الاعداء منك بزورة

تريحهم من كفرهم بلحود


ومرقهم اللهم كل ممزق


باهلك غلبا فيلقا بعد فيلق


ونكل بهم وامحقهم بالتفرق


ويارب مزق كل سور وخندق

عليهم وحصن شامخ ووصيد


طغوا في بلاد الله لما تطقهم


وتغييرك اللهم لم يعتنقهم


وانك بالمرصاد خذهم وبقهم


وقد مكروا فامكر بهم واذقهم

عواقب مكر في البلاد شديد


لقد وطئوا الدنيا برجس مرجس


وعانوا بظلم في عبادك مضرس


شياطين ملعونين من كل ملبس


فطهر بقاع الأرض منهم بانفس

من البغي تجريها بكل صعيد


الهي قبيل جاحد لك قد غوى


يعاديك لا يألو على حربك انطوى


ابده ومن والاه وحيا وما حوى


وشرد بهم في كل أرض فلا سوى

فتيل ومأسور يرى وطريد


بغيرتك اللهم يا حامي الحمى


بسطوتك اللهم يا رافع السما


سميع دعائي كن عليهم مدمدما


وصب عليهم سوط منتقم كما

لعاد وفرعون جرى وثمود


وعذبهم نكر العذاب ودنهم


وشدد عليهم وطأة واهنهم


وعن كل خزي ربنا لا تصنهم


ولا تبق ديارا على الأرض منهم

فما قوم نوح منهم ببعيد



فالمطلع على هذا التخميس من غير أن يعرف أن الأصل لغير المخمس يتوهم أن الجميع لناظم واحد نظرا للتوافق والانسجام الذي بين الأصل والتخميس.
هذا وكان- كما قلت- للعلامة أبي مسلم دور ريادي في الصحافة هناك فقد انشأ مجلة سميت آنذاك (بالنجاح) وتولى رئاسة تحريرها فترة طويلة وكان يتابع الاحداث في العالم الإسلامي ويهتم بكل ما يجري في العالم ولا يألوا جهدا أن يشارك اخوانه المسلمين جميع همومهم ولا أدل على ذلك من أنه كان – على بعد الشقة- يحرص على أن يراسل أخوانه المسلمين الذين يهتمون بالقضايا الإسلامية ويجتمعون من أجل القضايا الإسلامية في ذلك الفرعونية في مصر قائمة وكان الناس يدعون أن مصر فرعونية وهي دعاية استعمارية لقطع صلة المصريين بالإسلام واعتبار المسلمين مستعمرين دخلاء عليهم وانعقد من أجل ذلك مؤتمر إسلامي برئاسة (ياض باشا) في مصر ما كاد يسمع أبو مسلم هذه الأنباء حتى بادل أخوانه المسلمين هناك همومه وأرسل إليهم قصيدة عصماء يؤيد فيها المجتمعين في ذلك المؤتمر وكانت فاتحة القصيدة:
هزت العالم أدوار البشر

ينقضي الدور بأدوار أخر


كل دور رقص الدهر له

ضايق العالم وارتاد القمر


أيها العالم سعها جلدا

إن نصف الليل يتلوه السحر


ان هذا النيل أم حافل

كلنا يرضع منها ويذر


فغدت حافلنا ترضعها

حية أشبه شيء بسقر


رضعتها لبنا ثم دما

واغتبطنا بمشاش ووبر


وهي لا يقنعها ما ترتمي

لا ولا يقنعها بلع الحجر


ذكرتنا بعصا موسى على

أن ذي تلقف أرواح البشر


نيلنا في الغرب يجري ذهبا

وبقينا نترامى في الحفر


إلى قوله:
لو يكون الشعر نصرا لم أزل

أنظم الانجم لا أرضى الدرر


لو ملكنا السيف لم نرجع إلى

قلم في النصر أن قام عثر


ودعا للمؤتمرين بالنجاح ودعا لـ( رياض باشا) نفسه بطول العمر.
وفي عهد السلطان برغش بن سعيد بن سلطان هاجر ايضا من عمان العلامة المشهور الشيخ سيف بن ناصر الخروصي وكانت هجرته إلى شرق افريقيا في عام ألف وثلاثمائة للهجرة 1300هـ على أنه لم تنقطع صلته بعمان بل كان يأتي إليها بين الحين والآخر, وهذا الشيخ كان قبل عهد السلطان حمود بن محمد مرجع القضاء والفتوى في زنجبار فالشيخ سيف بن ناصر كانت مكانته هنالك مكانة مرموقة وكان شأنه ما بين المسلمين العمانيين وغيرهم شأنا رفيعا وكان له اسهام في التأليف, ومن بين مؤلفاته كتابه الذي سبكه سبكا رصينا وهو كتاب (الجامع اركان الإسلام) تحدث فيه عن اركان الإسلام بعباراته الرصينة التي تشبه إلى حد بعيد بعبارات صاحب (النيل).
ولهذا الشيخ ايضا مؤلف في العقيدة وهو مؤلف مختصر سبكه سبكا يشبه سبك (جامع اركان الإسلام) وقد شرحه موسعا في جزئين وعنوان الشرح (الارشاد بشرح مهمة الأعتقاد) تناول الجزء الأول القضايا الاعتقادية اما الجزء الثاني فقد تناول المذهب وتفاصيلة من الناحية التاريخية والفكرية ايضا إلا أن هذا الكتاب كانت موجودة منه نسخة واحدة واظنها بخط مؤلفه وللأسف الشديد تلاشت تلك النسخة بعد ما وصلت إلى ايدينا ولا نعرف مكانها الآن, وكما أن العمانيين الذين وفدوا إلى شرق افريقيا كان لهم اسهاما في التأليف في شتى المجالات- كما تعلمون- والأمثلة السابقة تدل على ذلك وهي- بالطبع- قليل من كثير؛ فإن للقبائل العمانية التي تسلسل وجودها هناك ايضا اسهام ومن بين هذه الامثلة التي تدل على ذلك ما ذكرته عن العلامة الشيخ محمد بن علي المنذري وولده الشيخ علي بن محمد فإنهما جميعا ممن ولدوا من العمانيين في شرق افريقيا وكان وجود هذه القبيلة بل وجود هذه السلسلة في شرق افريقيا قبل عهد السلطان سعيد بن سلطان, وكما تعلمون فإن للشيخ محمد بن علي مؤلفات ولأخيه الشيخ عبدالله بن علي مؤلفات وأن لم نتطلع عليها إلا إننا سمعنا بتلك المؤلفات فهذه السلسلة مباركة.
ومن العمانيين الذين ألفوا وولدوا في شرق افريقيا العلامة الشيخ علي بن عبدالله المزروعي وغيره من قبيلة المزاريع ومن بين هؤلاء الشيخ الأمين علي المزروعي الذي ألف من بين مؤلفاته رسالة مختصرة في العبادات سماها (هداية الأطفال) وقد ألفها على نمط العصر الحديث في الكتب المدرسية.
ومن المؤلفين ايضا بشرق افريقيا ممن ولد بشرق افريقيا الشيخ محمد بن علي بن خميس البرواني هذا الشيخ انتقل والده من عمان إلى شرق افريقيا وظل هناك إلى أن مات وترك ولده العلامة الشيخ محمد بن علي بن خميس وكان الشيخ العلامة محمد بن علي بن خميس أديبا كوالده بل كانت الناحية الأدبية عنده تطغى على الناحية العلمية والفكرية ولذلك عني بالأدب عناية بالغة وله ديوان شعري وله مقامات ومع أنه ولد هناك بشرق افريقيا ما كان ينسى وطنه الأم عمان, ولذلك سمى بعض المقامات التي احتواها كتابه الخاص بذلك باسماء بلدان عمان فهناك المقامة (الصحارية) وهناك فيما اذكر ايضا المقامة (العمانية).
ومن بين المؤلفين ممن شبوا وترعرعوا في شرق افريقيا وتعلموا هناك ممن ينحدرون من اصول عمانية الشيخ العلامة سالم بن سعيد الشعبي وقد كان شافعي المذهب وألف كتابا في الفرائض سماه ( اسمى المقالب المبهمات) شرح فيه جانبا من علوم الفرائض خصوصا, ما يتعلق بتوريث الاجداد شرحا واسعا مطولا ومن بين هؤلاء ايضا الشيخح سليمان بن محمد العلوي. الذي قضى فترة طويلة في التدريس وله كثير من الطلبة واسمه مشهور هناك في شرق افريقيا وقد ألف شرحا مختصر التلامذته على (الاجرومية) للإمام الصنهاجي, كما ألف أيضا شرحا مختصرا لكتاب (متن البناء في علم التصريف) على أن الكثير ممن طواهم الدهر وممن لم تبلغنا اسماؤهم وممن لم يبلغنا انتاجهم كان لهم دور التأليف في شرق افريقيا ممن ينحدرون من أصول عمانية.
هذا ما استطعت استحضاره الآن في هذه الجلسة.
واستمحيكم عذرا بأن ذلك كله كان ارتجالا ولم يكن ناشئا عن التفكير وعن اعداد وعن بحث وتنقيب وقد كان الاحرى ان نرجع إلى المظان التي يمكن منها أن نستلهم ما هو اكثر من هذه الحقائق وأسأل الله- تبارك وتعالى- التوفيق, ولا يفوتني هنا أن اشكر وزارة التراث القومي والثقافة وعلى رأسها سمو الوزير الموقر السيد فيصل بن علي بن فيصل آل سعيد وأن اشكر سعادة الأخ العزيز رئيس المنتدى وجميع العاملين بوزارة التراث القومي والثقافة على اتاحة هذه الفرصة للحديث إلى هذا الجمع الكريم وأسأل الله- تبارك وتعالى- أن يوفق الجميع لما فيه الخير في ظل القيادة الرشيدة لعاهل البلاد المفدى- حفظه الله تعالى- وشكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مرهف الاحساس

محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي Stars17
avatar


الجنسية : عماني
الجـنـس : ذكر
المـزاج : محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي 8010
عدد المشاركات : 34
النقاط : 2542
تاريخ التسجيل : 03/12/2009

محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي   محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي Emptyالثلاثاء يناير 12, 2010 12:11 am

طبعاً لا يختلف اثنين على روعة ما يقووول العلامة الشيخ

أحمد بن حمد الخليلي ..

وروعة بيانه .. وفصاحة لسانه ..

لعل الحديث في سماحته يطول ..

ولكن عزيزي المطالع لك الشكر الجزيل

وبالتأكيد لي عودة لقرائة
المحاظر
ة كامله ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مخيم الفوار

محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي Stars16
مخيم الفوار


الجـنـس : ذكر
عدد المشاركات : 8
النقاط : 11
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
<b>العمل</b> العمل : 'طالب

محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي   محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي Emptyالسبت يناير 30, 2010 4:03 pm

مشكور جدااااااااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محاضرة سماحة الشيخ : أحمد الخليلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سؤال أهل الذكر (للهواتف النقالة) لسماحة الشيخ الخليلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عمان النقاء :: °ˆ~*¤®§(*§ المنتديات العامة §*)§®¤*~ˆ° ه :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: